إن تطور وسائل الاتصال عن طريق نقل الصوت والصورة مع شخص يبعد عنا بآلاف الكيلومترات، كان له فائدة في كثير من الجوانب الحياتية على المستوى المجتمعي السعودي وبالأخص جامعات المملكة العربية السعودية، وفي طليعتها الجانب التعليمي، حيث يمكن استقبال الدروس والمحاضرات بالنسبة للأفراد في منازلهم، حيث لم يعد الانتظام في الجامعات أو المعاهد هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن عن طريقها الحصول على التعليم، فقد أصبح الأمر أكثر انفتاحًا، وتم اعتماد نهج التعليم عن بعد في المملكة في ظل جائحة كورونا، حيث كان لهذه التجربة العديد من الإيجابيات والسلبيات المنعكسة على المجتمع السعودي.
مستقبل الدراسة عن بعد في جامعات المملكة العربية السعودية
على الرغم من وجود العديد من المعوقات التي تعترض مستقبل التعليم عن بعد، فإن مستقبل هذه الاستراتيجية سوف يصبح أكثر اتساعًا وشموليةً، وذلك نتيجة الاهتمام المتزايد من قبل المسؤولين عن ذلك في الحكومة، حيث سيشهد هذا النظام مستقبلاً مميزاً وفق ما يلي:
إقبال الكثير من الفئات لاعتماد هذا المنهج في تدريس أبنائهم وشمولية الخطط التنموية المستقبلية في المملكة العربية السعودية، ودعمها لمجموعة من الأهداف التي تخص البنى المعلوماتية و كافة التطورات العلمية التي تدعم هذا المجال.
تحديد الأدوار المؤسساتية من خلال تضمين ومراجعة المعلومات المتعلقة بالدراسة عن بعد بما يحقق كافة أصعدة التكامل والنجاح.
إجراءات الحكومة لتوسيع عمليات تدشين نظم المعلومات التي تخدم المجتمع وتدعم مناهج التعليم عن بعد.
من أشهر الجامعات التي تتطبق مبدأ الدراسة عن بعد داخل المملكة العربية السعودية جامعة الملك فيصل، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة جازان، وجامعة طيبة.
سلبيات التعلم عن بعد في المملكة العربية السعودية
على الرغم من تميز نظام التعلم عن بعد بالعديد من الإيجابيات وتقديم الكثير من الفوائد والخدمات التي تعود على المملكة العربية السعودية بالنفع والفائدة واعتماده من قبل نخبة مدرسين المملكة العربية السعودية، إلا أنه يملك العديد من الأمور السلبية سنذكر أبرزها:
- يفرض نظام التعلم عن بعد على الطلاب الالتزام بالمواعيد المحددة من قبل الجامعة والتي من المقرر عليهم حضور الفصول الافتراضية بها. وذلك من خلال المنصات الإلكترونية التعليمية التابعة للمملكة العربية السعودية.
- اعتماد المنصات الإلكترونية على شبكة الإنترنت في المقام الأول. ففي حال كان هناك أي عطل من الأعطال الفنية أو التقنية فسيخسر الطالب حصته الدراسية، ولن يتمكن الطالب أو المعلم الاستفادة من الفصول المدرسية.
- عدم تقبل بعض الطلاب منهج التعلم عن بعد وعدم التأقلم مع العالم الافتراضي الذي من المفروض عليهم الانخراط به للتعلم. وخاصةً أنهم مضطرين إلى الاعتماد على تلك الوسيلة في التعلم ولا يوجد أي بديل آخر سواها لتلقي المعلومة.
- يعتبر التعلم من خلال المنصات الإلكترونية أمراً صعباً ويعتمد على القدرات الفردية للطلاب، فبعض الطلاب لا يستطيعون الاعتماد على الوسائل الإلكترونية في تلقي المعلومة بشكل كامل.
- إن نظام التعلم عن بعد في المنزل يجعل الطالب أكثر عزلة ويتحول إلى شخص انطوائي على الرغم من أن الطالب يتعامل مع زملائه خلال حضور الصفوف الدراسية.
- أصبحت المنصات الإلكترونية وسيلة تهدد الكتب والوثائق الورقية وتنذرها بالخطر فهي في متناول الجميع بمجرد الحصول على انترنت قوي.
*تعرف أكثر على المزيد: عن مدرسين جدة المختصين بكافة التخصصات الدراسية.
معوقات التعليم عن بعد في جامعات المملكة العربية السعودية
يوجد العديد من المعوقات التي تواجه الدراسة عن بعد وسوف نوضحها كما يلي:
- النظرة المجتمعية التقليدية لذلك الأسلوب من التعليم، وخاصةً للأسر التي يتمثل مفهومها عن التعليم وعاداتها وتقاليدها في حضور المحاضرات الجامعية، والاستماع إلى شرح الأساتذة الجامعيين، والمذاكرة والحفظ وخوض الاختبارات في نهاية كل عام دراسي للحصول على التقدير، مع عدم إدراكهم بأن أبعاد الطريقة الحديثة التي تتمثل في الدراسة عن بعد، تمكن الطالب من الحصول على القدر نفسه من المعلومات واكتساب المهارات التي سيحصلها الطالب النظامي وفق أسلوب التعليم التقليدي.
- رؤية بعض الطلبة بأن الدراسة عن بعد في الجامعات السعودية لن تؤدي إلى الحصول على الوظيفة في المستقبل، وبالتالي رفض بعض الطلبة هذه الفكرة لاعتقادهم بعدم مصداقيتها وفعاليتها.
- ارتفاع ثمن نوعيات معينة من الدراسات التي تتم عن بعد، نظرًا لتطلبها مواد ومحاضرات علمية وأكاديمية مكثفة، مثل تعلم اللغات العالمية، وغيرها من الدروس المختصة بالأمور الدولية.